الاسرار الخفیة فی العلوم العقلیة للعلامة الحلی


حول الأسرار الخفيّة 
كان العلاّمة الحلّي نجما لامعا في سماء العلم و المعرفة، فقد امتاز بإنتاجه الخصيب و عطائه الفكري، اللذين أجمع المتقدّمون و المتأخّرون على علوّ شأنهما و رفعتهما في في مختلف المجالات:الفقهيّة و الكلاميّة و الأصوليّة و الرجاليّة و الفلسفيّة.
فقد زخرت المكتبة الإسلاميّة الشيعيّة بالكتب الموسوعيّة للعلاّمة التي قال عنها البعض: إنّها تربو على المائة مصنّف، و من بينها كتب مطوّلة في الفقه و الأصول و الكلام و العلوم العقليّة، و لا زال بعض هذه الكتب مخطوطا، كما هو الحال في نهاية الوصول إلى علم الأصول و غيره.
إنّ أهمّية العلوم العقليّة كما يراها المصنّف تكمن في اتّصاف الإنسان بالعلوم العقليّة الكلّية و العقائد الصحيحة اليقينيّة؛ فإنّه باعتبار هذه الصفة يمتاز عن غيره من الحيوانات، و يعلو عن المشابهة للجمادات، و لا شكّ أنّ أكملها و أولاها هو العلم بمبدإ الأشياء و منتهاها، و هو واجب الوجود في ذاته، و ما يتبع ذلك من معرفة صفاته و كيفيّة تأثيراته.
أمّا أوّلا: فلشرف المعلوم الذي لا يضاهى.
و أمّا ثانيا: فللوقوف على ترتيب الموجودات و معرفة حقائقها و أعراضها التي لا تتناهى.
و أمّا ثالثا: فلخلوصه من الاعتقادات التقليديّة، بل إنّما حصلت استنتاجا من البراهين القطعيّة [1].
و لذلك صرف العلاّمة المصنّف قدّس الله نفسه عنايته إلى تحصيل هذا المطلب و تنقيح البحث فيه.

نسبة الكتاب إلى مؤلّفه 
أورد المصنّف-قدّس اللّه نفسه-اسم كتاب الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة عند ترجمته لنفسه، في كتابه الرجالي المشهور خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، كما أشار لذلك في كتابيه: الجوهر النضيد و كشف المراد.
مضافا إلى تسالم أرباب السير و التراجم على نسبة كتاب الأسرار إلى العلاّمة الحلّي.
قال الزركلي في الأعلام:
الحسن-و يقال: الحسين-بن يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي، جمال الدين، و يعرف بالعلاّمة، من أئمّة الشيعة، و أحد كبار العلماء. . . له كتب كثيرة منها. . . الأسرار الخفيّة في المنطق و الطبيعي و الإلهي، ثلاثة أجزاء، في المكتبة الحيدرية بالنجف [2].
و قال في أعيان الشيعة-في معرض تعداده لكتب العلاّمة في المعقول-:
الأسرار الخفية في العلوم العقليّة من الحكمة و الكلام و المنطق، مجلّد يردّ به على الفلاسفة، ألّفه باسم هارون بن شمس الدين الجويني، نسخته بخطّ المؤلّف في الخزانة الغرويّة [3].
إلى غير ذلك من كتب التراجم [4]، التي طوينا البحث عنها اختصارا.

طريقته في البحث 
قد نجد في كثير من المصنّفات شيوع أسلوب المحاكاة و التقليد للآخرين فيما استنتجوه من أقوال و آراء، الأمر الذي يجعل المصنّف-بكسر النون-عالة على غيره فيما يكتب و يختار من آراء، فهو إمّا فاقد لعنصر الإبداع العقلي أو لا يمتلك الجرأة الكافية في محاكمة آراء الآخرين و أفكارهم.
و قد التفت العلاّمة (قدّس سرّه) إلى هذه النكتة، حيث إنّه لم يتّبع في كتابه هذا مذهب أحد من القدماء، و لم يعوّل فيه على قول من مضى من الحكماء، بل سلك فيه طريق البرهان الذي يعرج إليه، فمهما دلّ على شيء عوّل عليه.
و عند محاكمته آراء الآخرين و بيان خطإ أقوالهم، لم يرمهم بالتخليط و لم يلمز أو يعب أحدا منهم، بل سلك منهج الإنصاف و الموضوعية.
[1] . انظر نفس الكتاب، ص 3.
[2] . «الأعلام»2:227-228.
[3] . «أعيان الشيعة»5:405.
[4] . انظر «بحار الأنوار»104:56؛ و «أمل الآمل»2:83 و غيرهما.
مصدر:المعهد العالی للعلوم والثقافة الإسلامیة
الكلمات الدالة : الاثار العلمیه , العلامة الحلی

تاريخ الأخبار: 1398/5/7 دوشنبه
مجموع الزيارات : 63 عدد مشاهدة اليوم: 1
[Part_Lang]
[Control]
تعداد بازديد اين صفحه: 64
خانه | بازگشت | حريم خصوصي كاربران |
Guest (PortalGuest)


Powered By : Sigma ITID